فصل: كتاب الزهد

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: مجمع الزوائد ومنبع الفوائد **


 كتاب الزهد

 باب التفكر في زوال الدنيا

17641- عن عبد الله بن مسعود قال‏:‏ بينما رجل فيمن كان قبلكم كان في ملكه، فتفكر فعلم أن ذلك منقطع عنه، وأنه قد شغله عن عبادة ربه عز وجل، فتسرب فانساب ذات ليلة من قصره فأصبح في مملكة غيره، فأتى ساحل البحر، فكان به يضرب اللبن بالأجر، ويأكل ويتصدق بالفضل، فلم يزل كذلك حتى رقي أمره إلى ملكهم وعبادته وفضله، فأرسل إليه ملكهم أن يأتي فأبى، ثم أعاد عليه فأبى أن يأتيه وقال‏:‏ ما له وما لي‏؟‏ قال‏:‏ فركب الملك فلما رآه ولى هارباً، فلما رأى ذلك الملك ركض في أثره فلم يدركه، قال‏:‏ فناداه‏:‏ يا عبد الله إنه ليس عليك مني بأس، فأقام حتى أدركه فقال‏:‏ من أنت رحمك الله‏؟‏ قال‏:‏ أنا فلان بن فلان صاحب ملك كذا وكذا تفكرت في أمري فعلمت أن ما أنا فيه منقطع وإنه قد شغلني عن عبادة ربي فتركته وجئت ههنا أعبد ربي عز وجل، قال‏:‏ ما أنت بأحوج إلى ما صنعت مني‏.‏

قال‏:‏ ثم نزل عن دابته وسيبها فتبعه، فكانا جميعاً يعبدان الله عز وجل، فدعوا الله أن يميتهما جميعاً ‏[‏قال‏:‏ فماتا‏]‏‏.‏

قال عبد الله‏:‏ فلو كنت برميلة

مصر لأريتكم قبورهما بالنعت الذي نعت لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏

رواه أحمد وأبو يعلى بنحوه وفي إسنادهما المسعودي وقد اختلط‏.‏

17642- وعن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏أن بني إسرائيل استخلفوا خليفة عليهم بعد موسى صلى الله عليه وسلم، فقام يصلي ذات ليلة فوق بيت المقدس في القمر، فذكر أموراً كان صنعها، فخرج فتدلى بسبب فأصبح السبب معلقاً في المسجد وقد ذهب‏"‏‏.‏

قال‏:‏ ‏"‏فانطلق حتى أتى قوماً على شط البحر فوجدهم يضربون لبناً - أو يصنعون لبناً - فسألهم‏:‏ كيف تأخذون على هذا اللبن‏؟‏‏"‏‏.‏

قال‏:‏ ‏"‏فأخبروه، فلبن معهم، فكان يأكل من عمل يده، فإذا كان حين الصلاة قام يصلي، فرفع ذلك العمال إلى دهقانهم أن فينا رجلاً يفعل كذا وكذا، فأرسل إليه فأبى أن يأتيه ثلاث مرات، ثم إنه جاء يسير على دابته، فلما رآه فر، فاتبعه فسبقه فقال‏:‏ انتظرني أكلمك، فقام حتى كلمه فأخبره خبره، فلما أخبره أنه كان ملكاً وأنه فر من رهبة ربه، قال‏:‏ إني لأظنني لاحق بك‏"‏‏.‏

قال‏:‏ ‏"‏فاتبعه فعبدا الله حتى ماتا برميلة مصر‏"‏‏.‏

قال عبد الله‏:‏ لو أني كنت ثَم لاهتديت إلى قبريهما بصفة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي وصف لنا‏.‏

رواه البزار والطبراني في الأوسط والكبير وإسناده حسن‏.‏

 أبواب في الموعظة ونحوها

 باب ما جاء في المواعظ

قلت‏:‏ قد تقدم في كتاب العلم في باب ما جاء في القصص أدب القاص‏.‏

 باب

17643- عن سعد بن أبي وقاص في قول الله تعالى‏:‏ ‏{‏الر تلك آيات الكتاب المبين إنا أنزلناه قرآناً عربياً لعلكم تعقلون نحن نقص عليك أحسن القصص‏}‏ الآية‏.‏ قال‏:‏ نزل القرآن على رسول الله صلى الله عليه وسلم فتلاه عليهم زماناً، فقالوا‏:‏ يا رسول الله لو حدثتنا‏.‏ فأنزل الله‏:‏ ‏{‏الله نزل أحسن الحديث كتاباً متشابهاً‏}‏ الآية‏.‏ كل ذلك يؤمرون بالقرآن‏.‏

قال خلاد‏:‏ وزاد فيه غيره‏:‏ قالوا‏:‏ يا رسول الله لو ذكرتنا‏.‏ فأنزل الله تعالى‏:‏ ‏{‏ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق‏}‏‏.‏

رواه أبو يعلى والبزار نحوه وفيه الحسين بن عمرو العنقزي ووثقه ابن حبان وضعفه غيره، وبقية رجاله رجال الصحيح وهو غير خلاد بن مسلم، هذا أقدم‏.‏

 باب الإيجاز في الموعظة

17644- عن سهل بن سعد الساعدي قال‏:‏

جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ يا محمد عش ما شئت فإنك ميت، واعمل ما شئت فإنك مجزي به، وأحبب من شئت فإنك مفارقه، واعلم أن شرف المؤمن صلاته بالليل، وعزه استغناؤه عن الناس‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن‏.‏

17645- وعن علي بن أبي طالب قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏قال لي جبريل عليه السلام‏:‏ أحبب من شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك ملاقيه، وعش ما شئت فإنك ميت‏"‏‏.‏

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏أوجز لي جبريل عليه السلام في الخطبة‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الصغير والأوسط وفيه جماعة لم أعرفهم‏.‏

 أبواب في الرياء ونحوه

 باب ما جاء في الرياء

17646- عن أبي بن كعب قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏بشر هذه الأمة بالسناء والرفعة والدين ‏[‏والنصر‏]‏ والتمكين في الأرض‏"‏‏.‏ - وهو يشك في الثالثة - قال‏:‏ ‏"‏فمن عمل منهم عمل الآخرة للدنيا لم يكن له في الآخرة نصيب‏"‏‏.‏

رواه أحمد وابنه من طرق ورجال أحمد رجال الصحيح‏.‏

17647- وعن الجارود قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏من طلب الدنيا بعمل الآخرة طمس وجهه ومحق ذكره وأثبت اسمه في النار‏"‏‏.‏

رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم‏.‏

17648- وعن أبي هريرة قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏

‏"‏من تزين بعمل الآخرة وهو لا يريدها ولا يطلبها لعن في السماوات والأرضين‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه إسماعيل بن يحيى التيمي وهو كذاب‏.‏

17649- وعن عدي بن حاتم قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏يؤمر يوم القيامة بناس من الناس إلى الجنة حتى إذا دنوا منها واستنشقوا ريحها ونظروا إلى قصورها وما أعد الله لأهلها فيها نودوا‏:‏ أن اصرفوهم عنها لا نصيب لهم فيها، فيرجعون بحسرة ما رجع الأولون بمثلها، فيقولون‏:‏ ربنا لو أدخلتنا النار قبل أن ترينا ما أريتنا من ثوابك وما أعددت فيها لأوليائك كان أهون علينا، قال‏:‏ ذاك أردت بكم، كنتم إذا خلوتم بارزتموني بالعظائم، وإذا لقيتم الناس لقيتموهم مخبتين ‏(‏خاشعين‏)‏ تراؤون الناس بخلاف ما تعطوني من قلوبكم، هبتم الناس ولم تهابوني، أجللتم الناس ولم تجلوني، وتركتم للناس ولم تتركوا لي، فاليوم أذيقكم أليم العذاب مع ما حرمتكم من الثواب‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه أبو جنادة وهو ضعيف‏.‏

17650- وعن عامر بن عبد الله بن الزبير قال‏:‏ جئت أبي فقال لي‏:‏ أين كنت‏؟‏ فقلت‏:‏ وجدت أقواماً ما رأيت خيراً منهم، يذكرون الله فيرعد أحدهم حتى يغشى عليه من خشية الله فقعدت معهم، قال‏:‏ لا تقعد معهم بعدها، فرآني كأنه لم يأخذ ذلك في، فقال‏:‏ رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتلو القرآن ورأيت أبا بكر وعمر يتلون القرآن فلا يصيبهم هذا، أفتراهم أخشع لله من أبي بكر وعمر‏؟‏ فرأيت أن ذلك كذلك فتركتهم‏.‏

رواه الطبراني وفيه عبد الله بن مصعب بن ثابت وهو ضعيف‏.‏

17651- وعن ابن غنم قال‏:‏ لما دخلنا مسجد الجابية أنا وأبو الدرداء ألفينا عبادة بن الصامت، فأخذ يميني بشماله، وشمال أبي الدرداء بيمينه، فخرج يمشي بيننا ونحن ننتجي والله أعلم ما نتناجى فقال عبادة بن الصامت‏:‏ لئن طال بكما عمر أحدكما أو كلاكما لتوشكان أن تريا الرجل من ثبج المسلمين - يعني من وسط - قرأ القرآن على لسان محمد صلى الله عليه وسلم، قد أعاده وأبداه، فأحل حلاله وحرم حرامه ونزل عند منازله، لا يجوز فيكم إلا كما يجوز رأس الحمار الميت، قال‏:‏ فبينا نحن كذلك إذ طلع علينا شداد بن أوس وعوف بن مالك فجلسا إليه فقال شداد‏:‏ إن أخوف ما أخاف عليكم أيها الناس لما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏

‏"‏من الشهوة الخفية والشرك‏"‏‏.‏

فقال عبادة بن الصامت وأبو الدرداء‏:‏ اللهم غفراً، أو لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد حدثنا‏:‏

‏"‏أن الشيطان قد يئس أن يعبد في جزيرة العرب‏"‏‏؟‏‏.‏

فأما الشهوة الخفية فقد عرفناها، ها هي شهوات الدنيا من نسائها وشهواتها، فما هذا الشرك الذي تخوفنا به يا شداد‏؟‏ فقال شداد‏:‏ أرأيتم لو رأيتم أن رجلاً يصلي لرجل أو يصوم لرجل أو يتصدق له

لقد أشرك، قال عوف بن مالك عند ذلك‏:‏ أفلا يعمد الله إلى ما ابتغي به وجهه من ذلك العمل كله فيقبل ما خلص له ويدع ما أشرك به‏؟‏ قال شداد عند ذلك‏:‏ فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏

‏"‏إن الله عز وجل قال‏:‏ أنا خير قسيم لمن أشرك بي، من أشرك بي شيئاً فإن حشده عمله قليله وكثيره لشريكه الذي أشرك به أنا عنه غني‏"‏‏.‏

قلت‏:‏ عند ابن ماجة طرف منه‏.‏

رواه أحمد وفيه شهر بن حوشب وثقه أحمد وغيره وضعفه غير واحد، وبقية رجاله ثقات‏.‏

17652- وعن الضحاك بن قيس قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏إن الله تبارك وتعالى يقول‏:‏ أنا خير شريك، فمن أشرك معي شريكاً فهو لشريكي‏.‏ يا أيها الناس أخلصوا أعمالكم لله، فإن الله تبارك وتعالى لا يقبل من الأعمال إلا ما خلص له، ولا تقولوا‏:‏ هذا لله وللرحم، فإنها للرحم وليس لله منها شيء، ولا تقولوا‏:‏ هذا لله ولوجوهكم فإنها لوجوهكم وليس لله فيها شيء‏"‏‏.‏

رواه البزار عن شيخه إبراهيم بن محشر وثقه ابن حبان وغيره وفيه ضعف، وبقية رجاله رجال الصحيح‏.‏

17653- وعن عبد الله بن مسعود قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏من أحسن الصلاة حيث يراه الناس وأساأها حيث يخلو فتلك استهانة استهان بها ربه تبارك وتعالى‏"‏‏.‏

رواه أبو يعلى وفيه إبراهيم بن مسلم الهجري وهو ضعيف‏.‏

17654- وعن أنس بن مالك قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏يجاء بابن آدم يوم القيامة كأنه بذج - وربما قال‏:‏ - كأنه حمل يقول‏:‏ يا ابن آدم أنا خير قسيم، أنظر إلى عملك الذي عملته ‏[‏لي‏]‏ فأنا أجزيك به، وأنظر إلى عملك الذي عملته لغيري فيجازيك على الذي عملت له‏"‏‏.‏

رواه أبو يعلى وفيه مدلسون‏.‏

17655- وعن شداد بن أوس قال‏:‏ كنا نعد الرياء على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم الشرك الأكبر‏.‏

قلت‏:‏ له حديث في الرياء رواه ابن ماجة غير هذا‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط والبزار إلا أنه قال‏:‏ الشرك الأصغر‏.‏ ورجالهما رجال الصحيح غير يعلى بن شداد وهو ثقة‏.‏

17656- وعن أنس بن مالك قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏إذا كان آخر الزمان صارت أمتي ثلاث فرق‏:‏ فرقة تعبد الله خالصاً، وفرقة تعبد الله رياءً، وفرقة يعبدون الله ليستأكلوا به الناس‏"‏‏.‏

قلت‏:‏ فذكر الحديث وهو بتمامه في كتاب البعث في الحساب‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبيد بن إسحاق العطار وهو متروك‏.‏

17657- وعن رافع بن خديج أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر‏"‏‏.‏ قالوا‏:‏ يا رسول الله وما الشرك

الأصغر‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏الرياء، يقال لمن يفعل ذلك إذا جاء الناس بأعمالهم‏:‏ اذهبوا إلى الذين كنتم تراؤون فاطلبوا ذلك عندهم‏"‏‏.‏

رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير عبد الله بن شبيب بن خالد وهو ثقة‏.‏

17658- وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏إن في جهنم لوادياً تستعيذ جهنم من ذلك الوادي في كل يوم أربعمائة مرة، أعد ذلك الوادي للمرائين من أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - لحامل كتاب الله والمتصدقين في غير ذات الله والحاج إلى بيت الله والخارج في سبيل الله‏"‏‏.‏

رواه الطبراني عن شيخه محمد بن عبد الله بن عبدويه عن أبيه ولم أعرفهما، وبقية رجاله رجال الصحيح‏.‏

17659- وعن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ما ابتغي به وجه الله عز وجل‏"‏‏.‏

رواه الطبراني وفيه خداش بن المهاجر ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات‏.‏

17660- وعن عمرو بن مرة قال‏:‏ حدثني شيخ يكنى أبا يزيد قال‏:‏ كنت جالساً مع عبد الله بن عمرو وعبد الله بن عمر، فقال عبد الله بن عمر‏:‏ إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم والروح، فبكى عبد الله بن عمرو وقال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏

‏"‏من سمع الناس بعمله سمع الله به سامع خلقه وصغره وحقره‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير واللفظ له، والأوسط بنحوه وقال‏:‏ ‏"‏سمّع الله به سامع خلقه يوم لقيامة‏"‏‏.‏

رواه أحمد باختصار قول ابن عمر، وقال فيه‏:‏ فذرفت عينا عبد الله بن عمر‏.‏ وسمى الطبراني الرجل وهو خيثمة بن عبد الرحمن، فبهذا الاعتبار رجال أحمد وأحد أسانيد الطبراني في الكبير رجال الصحيح‏.‏

17661- عن أبي بكرة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏من سمع سمع الله به، ومن رايا رايا الله به‏"‏‏.‏

رواه أحمد والبزار والطبراني وأسانيدهم حسنة‏.‏

17662- وعن عوف بن مالك الأشجعي قال‏:‏ سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏

‏"‏من قام مقام رياء رايا الله به، ومن قام مقام سمعة سمع الله به‏"‏‏.‏

رواه الطبراني وإسناده حسن‏.‏

19663- وعن معاذ بن جبل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏ما من عبد يقوم في الدنيا مقام سمعة ورياء إلا سمع الله به على رؤوس الخلائق يوم القيامة‏"‏‏.‏

رواه الطبراني وإسناده حسن‏.‏

17664- وعن عبد الله بن قيس الخزاعي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏من قام رياء وسمعة فإنه في مقت الله حتى يجلس‏"‏‏.‏

رواه الطبراني وفيه يزيد بن عياض وهو متروك‏.‏

17665- وعن عبد الله بن مسعود قال‏:‏ من سمع سمع الله به، ومن رايا رايا الله به يوم القيامة، ومن تخشع لله تواضعاً رفعه الله يوم القيامة‏.‏

رواه الطبراني موقوفاً من طريق ابن رزين عن ابن مسعود ولم أعرفه، وبقية رجاله وثقوا‏.‏

17666- وعن أبي هند الداري أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏

‏"‏من قام مقام رياء وسمعة؛رايا الله به يوم القيامة وسمع‏"‏‏.‏

رواه أحمد والبزار إلا أنه قال‏:‏ ‏"‏من قام بأخيه مقام رياء وسمعة أقامه الله يوم القيامة وسمع به‏"‏‏.‏

والطبراني بنحوه ورجال أحمد والبزار وأحد أسانيد الطبراني رجال الصحيح‏.‏

17667- وعن أبي هند الداري قال‏:‏ سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏

‏"‏من رايا بالله لغير الله فقد برئ من الله‏"‏‏.‏

رواه الطبراني وفيه جماعة لم أعرفهم‏.‏

 باب منه في الرياء وخفائه

17668- عن عائشة قالت‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏الشرك أخفى في أمتي من دبيب النمل على الصفا ‏(‏الحجر‏)‏‏"‏‏.‏

رواه البزار وفيه عبد الأعلى بن أعين وهو ضعيف‏.‏

 باب ما يقول إذا خاف شيئاً من ذلك

17669- عن أبي علي رجل من بني كاهل قال‏:‏ خطبنا أبو موسى الأشعري فقال‏:‏ يا أيها الناس اتقوا هذا الشرك فإنه أخفى من دبيب النمل‏.‏ فقام إليه عبد الله بن حزن وقيس بن المضارب فقالا‏:‏ والله لتخرجن مما قلت أو لنأتين عمر مأذوناً لنا أو غير مأذون‏.‏ فقال‏:‏ بل أخرج مما قلت، خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فقال‏:‏

‏"‏يا أيها الناس اتقوا هذا الشرك فإنه أخفى من دبيب النمل‏"‏‏.‏

فقال له من شاء الله أن يقول‏:‏ وكيف نتقيه وهو أخفى من دبيب النمل يا رسول الله‏؟‏ قال‏:‏

‏"‏قولوا‏:‏ اللهم إنا نعوذ بك من أن نشرك شيئاً نعلمه، ونستغفرك لما لا نعلمه‏"‏‏.‏

رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط ورجال أحمد رجال الصحيح غير أبي علي ووثقه ابن حبان‏.‏

17670- وعن حذيفة عن أبي بكر - إما حضر حذيفة ذلك من النبي صلى الله عليه وسلم وإما أخبره أبو بكر - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏الشرك فيكم أخفى من دبيب النمل‏"‏‏.‏ قال‏:‏ قلنا‏:‏ يا رسول الله وهل الشرك إلا ما عبد من دون الله، أو ما دعي مع الله‏؟‏ - شك عبد الملك - قال‏:‏ ‏"‏ثكلتك أمك يا صديق، الشرك فيكم أخفى من دبيب النمل، ألا أخبرك بقول يذهب صغاره وكباره - أو صغيره وكبيره - ‏؟‏‏"‏‏.‏ قلت‏:‏ بلى يا رسول الله، قال‏:‏ ‏"‏تقول كل يوم ثلاث مرات‏:‏ اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك شيئاً وأنا أعلمه وأستغفرك لما لا أعلم، والشرك أن تقول‏:‏ أعطاني الله وفلان، والند أن يقول الإنسان‏:‏ لولا فلان قتلني فلان‏"‏‏.‏

رواه أبو يعلى من رواية ليث بن أبي سليم عن أبي محمد عن حذيفة، وليث مدلس، وأبو محمد إن كان هو الذي روى عن ابن مسعود أو الذي روى عن عثمان بن عفان فقد وثقه ابن حبان، وإن كان غيرهما فلم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح‏.‏

17671- وعن معقل بن يسار قال‏:‏ شهدت النبي صلى الله عليه وسلم مع أبي بكر - أو حدثني أبو بكر عن النبي صلى الله عليه وسلم - أنه قال‏:‏

‏"‏الشرك فيكم أخفى من دبيب النمل‏"‏‏.‏ ثم قال‏:‏ ‏"‏ألا أدلك على ما يذهب صغير ذلك وكبيره‏؟‏ قل‏:‏ اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم، وأستغفرك لما لا أعلم‏"‏‏.‏

رواه أبو يعلى عن شيخه عمرو بن الحصين العقيلي وهو متروك‏.‏

 باب فيمن يرضي الناس بسخط الله

17672- عن عبد الله بن عصمة بن فاتك قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏من تحبب إلى الناس بما يحبون وبارز الله تعالى لقي الله تعالى يوم القيامة وهو عليه غضبان‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه الفضل بن المختار وهو ضعيف‏.‏

17673- عن أبي هريرة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏من تحبب إلى الناس بما يحبون وبارز الله بما يكره لقي الله وهو عليه غضبان‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه سليمان بن داود الشاذكوني وهو متروك‏.‏

17674- وعن ابن عباس قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏من أسخط الله في رضا الناس سخط الله عليه وأسخط عليه من أرضاه في سخطه، ومن أرضى الله في سخط الناس رضي الله عنه وأرضى عنه من أسخطه في رضاه، حتى يزينه ويزين قوله وعمله في عينه‏"‏‏.‏

رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير يحيى بن سليمان الحفري وقد وثقه الذهبي في آخر ترجمة يحيى بن سليمان الجعفي‏.‏

17675- وعن عائشة قالت‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏من طلب محامد الناس بمعاصي الله عاد حامده ذاماً‏"‏‏.‏

قلت‏:‏ له عند الترمذي‏:‏ ‏"‏من التمس رضا الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط الناس عليه‏"‏‏.‏

رواه البزار من طريق قطبة بن العلاء عن أبيه وكلاهما ضعيف‏.‏

قلت‏:‏ وقد تقدمت أحاديث من نحو هذا‏.‏

 باب فيمن أسر سريرة حسنة أو غيرها

17676- عن جندب بن سليمان قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏ما أسر عبد سريرة إلا ألبسه الله رداءها إن خيراً فخير وإن شراً فشر‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه حامد بن آدم وهو كذاب‏.‏

 باب كراهية إظهار العمل

17677- عن أبي موسى قال‏:‏ قلت لرجل‏:‏ هلم فلنجعل يومنا هذا لله عز وجل، فوالله لكأن رسول الله صلى الله عليه وسلم شاهد هذا فقال‏:‏ ‏"‏ومنهم من يقول‏:‏ هلم فلنجعل يومنا هذا لله عز وجل‏"‏‏.‏ فما زال يقولها حتى تمنيت أن الأرض ساخت بي‏.‏

17678- وفي رواية‏:‏ فما زال يرددها حتى تمنيت أني أسيخ في الأرض‏.‏

رواه أحمد والبزار ورجالهما رجال الصحيح إلا أن ثابتاً البناني قال‏:‏ حدثني من سمع حطان ولم يسمه‏.‏

 باب لو عمل أحد في صخرة صماء خرج عمله إلى الناس

17679- عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏لو أن أحدكم يعمل في صخرة صماء ليس لها باب ولا كوة يخرج عمله للناس كائناً ما كان‏"‏‏.‏

رواه أحمد وأبو يعلى وإسنادهما حسن‏.‏

 باب احتقار العبد عمله يوم القيامة

17680- عن عتبة بن عبد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏لو أن رجلاً يخر على وجهه من يوم ولد إلى يوم يموت في مرضاة الله عز وجل لحقره يوم القيامة‏"‏‏.‏

رواه أحمد وإسناده جيد‏.‏

17681- وعن محمد بن أبي عميرة - وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم - قال‏:‏

‏"‏لو أن رجلاً خر على وجهه من يوم ولد إلى يوم يموت هرماً في مرضاة الله عز وجل لحقره ذلك اليوم ولود أنه رد إلى الدنيا كيما يزداد من الأجر والثواب‏"‏‏.‏

رواه أحمد موقوفاً ورجاله رجال الصحيح‏.‏

 باب ما جاء في الكبر

17682- عن عبد الله بن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏إياكم والكبر فإن الكبر يكون في الرجل، وإن عليه العباءة‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات‏.‏

17683- وعن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏إن في جهنم وادياً يقال له‏:‏ هبهب، حقاً على الله أن يسكنه كل جبار‏"‏‏.‏

رواه أبو يعلى وفيه أزهر بن سنان وقد وثق على ضعفه‏.‏

قلت‏:‏ وقد تقدمت أحاديث كثيرة في ذم الكبر في كتاب الإيمان في الكبائر وفي كتاب الزينة‏.‏

17684- وعن عبد الصمد بن معقل أنه سمع وهباً يخطب الناس على المنبر فقال‏:‏ احفظوا مني ثلاثاً‏:‏ إياكم وهوى متبع وقرين السوء وإعجاب المرء بنفسه‏.‏

رواه أبو يعلى ورجاله ثقات‏.‏

 باب في جمود العين وقسوة القلب

17685- عن أنس قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏أربعة من الشقاء‏:‏ جمود العين وقسوة القلب وطول الأمل والحرص على الدنيا‏"‏‏.‏

رواه البزار وفيه هانئ بن المتوكل وهو ضعيف‏.‏

 باب أي الجلساء خير

17686- عن ابن عباس قال‏:‏ قيل‏:‏ يا رسول الله أي جلسائنا خير‏؟‏ قال‏:‏

‏"‏من ذكركم الله رؤيته، وزاد في عملكم منطقه، وذكركم في الآخرة عمله‏"‏‏.‏

رواه أبو يعلى وفيه مبارك بن حسان وقد وثق، وبقية رجاله رجال الصحيح‏.‏

 باب إذا ذكرتم بالله فانتهوا

17687- عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة - أحسبه رفعه - قال‏:‏

‏"‏إذا ذكرتم بالله فانتهوا‏"‏‏.‏

رواه البزار وفيه عبد الله بن سعيد بن أبي سعيد وهو ضعيف‏.‏

 باب طاعة المخلوقين

17688- عن بريدة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏ليس شيء إلا وهو أطوع لله تبارك وتعالى من ابن آدم‏"‏‏.‏

رواه البزار وفيه من لم أعرفهم‏.‏

 باب نظر الملائكة إلى أهل الطاعة وغيرهم

17689- عن أبي هريرة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏إن ملائكة الله يعرفون بني آدم - أحسبه قال‏:‏ - ويعرفون أعمالهم، فإذا نظروا إلى عبد يعمل بطاعة الله ذكروه بينهم وسموه وقالوا‏:‏ أفلح الليلة فلان، نجا الليلة فلان‏.‏ وإذا نظروا إلى عبد يعمل بمعصية الله ذكروه بينهم وسموه وقالوا‏:‏ هلك فلان الليلة‏"‏‏.‏

رواه البزار وفيه من لم أعرفهم‏.‏

 باب لولا أهل الطاعة هلك أهل المعصية

17690- عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏مهلاً فإن الله تبارك وتعالى شديد العقاب، فلولا صبيان رضع ورجال ركع وبهائم رتع صب عليكم العذاب - أو أنزل عليكم العذاب - ‏"‏‏.‏

رواه البزار والطبراني في الأوسط إلا أنه قال‏:‏

‏"‏لولا شباب خشع وشيوخ ركع وأطفال رضع وبهائم رتع لصب عليكم العذاب صباً ثم لرض رضاً‏"‏‏.‏ وقال‏:‏ ‏"‏مهلاً عن الله مهلاً‏"‏‏.‏

وأبو يعلى أخصر منه، وفيه إبراهيم بن خيثم وهو ضعيف‏.‏

17691- وعن مسافع الديلي قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏لولا عباد لله ركع وصبية رضع وبهائم رتع لصب عليكم العذاب صباً ثم رض رضاً‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه عبد الرحمن بن سعد بن عمار وهو ضعيف‏.‏

 باب عظة الخاصة وغيرهم

17692- عن الحكم بن مينا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعمر‏:‏ ‏"‏اجمع لي من ههنا من قريش‏"‏‏.‏ فجمعهم ثم قال‏:‏ يا رسول الله أتخرج إليهم أم يدخلون‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏بل أخرج إليهم‏"‏‏.‏ فخرج فقال‏:‏ ‏"‏يا معشر قريش هل فيكم غيركم‏؟‏‏"‏‏.‏ قالوا‏:‏ لا إلا بنو أخواتنا، قال‏:‏ ‏"‏ابن أخت القوم منهم‏"‏‏.‏ ثم قال‏:‏

‏"‏يا معشر قريش إن أولى الناس بالنبي المتقون، فانظروا لا يأتي الناس بالأعمال يوم القيامة وتأتون بالدنيا تحملونها فأصد عنكم بوجهي‏"‏‏.‏ ثم قرأ‏:‏ ‏{‏إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولي المؤمنين‏}‏‏.‏

رواه أبو يعلى مرسلاً وفيه أبو الحويرث وثقه ابن حبان وغيره وضعفه غير واحد، وبقية رجاله رجال الصحيح‏.‏

17693- وعن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏[‏قال‏:‏‏]‏

‏"‏يا بني قصي ‏[‏يا بني هاشم‏]‏ يا بني عبد مناف أنا النذير والموت المغير والساعة الموعد‏"‏‏.‏

رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح غير ضمام بن إسماعيل وهو ثقة‏.‏

17694- وعن أبي هريرة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏اعمل كأنك ترى وعد نفسك مع الموتى وإياك ودعوة المظلوم‏"‏‏.‏

رواه أحمد وفيه راو لم يسم، وبقية رجاله رجال الصحيح غير علي بن يزيد وقد وثق‏.‏

17695- وعن معاذ بن جبل عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏إني رسول الله إليكم، اعلموا أن المعاد إلى الله ثم إلى الجنة أو إلى النار، وإنه إقامة لا ظعن وخلود لا موت في أجساد لا تموت‏"‏‏.‏

رواه البزار ورجاله وثقوا إلا أن ابن سابط لم يدرك معاذاً إلا أنه قال‏:‏ عن ابن سابط قال‏:‏ قام فينا معاذ بن جبل‏.‏

17696- وعن ابن عباس قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏اليوم الرهان وغداً السباق، والغاية الجنة أو النار، والهالك من دخل النار‏.‏ أنا الأول وأبو بكر

المصلي وعمر الثالث والناس ‏[‏بعدي‏]‏ على السبق الأول فالأول‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط والكبير بنحوه، وفيه أصرم بن حوشب وهو متروك، وفي إسناد الأوسط الوليد بن الفضل العنزي، وهو ضعيف جداً‏.‏

 أبواب في المواعظ ونحوها

 باب جامع في المواعظ

17697- عن عبد الله بن مسعود قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏إن الله عز وجل قسم بينكم أخلاقكم كما قسم بينكم أرزاقكم، وإن الله عز وجل يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب، ولا يعطي الدين إلا من أحب، فمن أعطاه الله الدين فقد أحبه‏.‏ والذي نفسي بيده لا يسلم عبد حتى يسلم قلبه لله عز وجل، ولا يؤمن حتى يأمن جاره بوائقه‏"‏‏.‏ قلنا‏:‏ يا رسول الله وما بوائقه‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏غشه وظلمه، ولا يكسب عبد مالاً من حرام فينفق فيه فيبارك له فيه ولا يتصدق به فيقبل منه، ولا يتركه خلف ظهره إلا كان زاده إلى النار‏.‏ إن الله عز وجل لا يمحو السيئ بالسيئ ولكن يمحو السيئ بالحسن، إن الخبيث لا يمحو الخبيث‏"‏‏.‏

رواه أحمد ورجاله وثقوا وفي بعضهم خلاف‏.‏

17698- وعن سهل بن سعد - فيما يعلم أنس بن عياض - قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏إياكم ومحقرات الذنوب فإن مثل محقرات الذنوب كقوم نزلوا بطن واد فجاء ذا بعود وجاء ذا بعود حتى أنضجوا خبزتهم، وإن محقرات الذنوب متى يؤخذ بها صاحبها تهلكه‏"‏‏.‏

وقال أبو حازم‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ - قال أبو ضمرة‏:‏ ولا أحسبه إلا عن سهل بن سعد - قال‏:‏

‏"‏مثلي ومثل الساعة كهاتين‏"‏‏.‏ - وفرّق بين إصبعيه الوسطى والتي تلي الإبهام - ثم قال‏:‏ ‏"‏مثلي ومثل الساعة كمثل رجل بعثه قومه طليعة فلما خشي أن يسبق ألاح بثوبه‏:‏ أتيتم أتيتم‏"‏‏.‏ ثم يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏أنا ذاك‏"‏‏.‏

رواه كله أحمد ورجاله رجال الصحيح‏.‏

17699- وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏يا بني هاشم يا بني عبد المطلب يا صفية عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم يا فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم لا أعرفن ما جاء الناس غداً يحملون الآخرة وجئتم تحملون الدنيا، إنما أوليائي منكم يوم القيامة المتقون، إنما مثلي ومثلكم كمثل رجل مستصبح في قومه أتاهم فقال‏:‏ يا قوم أتيتم غشيتم، واصباحاه أنا النذير، والموت المغير، والساعة الموعد‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه زكريا بن يحيى الوقار وهو ضعيف‏.‏

17700- وعن أنس قال‏:‏ خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على ناقته العضباء - وليست بالجدعاء - فقال‏:‏

‏"‏يا أيها الناس كأن الموت فيها على غيرنا كتب، وكأن الحق فيها على غيرنا وجب، وكأنما نشيع من الموتى سفر عما قليل إلينا راجعون نبوئهم أجداثهم، ونأكل تراثهم كأنكم مخلدون بعدهم، قد نسيتم كل واعظة، وأمنتم كل جائحة‏.‏ طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس وتواضع لله في غير منقصة، وأنفق من مال جمعه في غير معصية، وخالط أهل الفقه وجانب أهل الشك والبدعة، وصلحت علانيته وعزل الناس عن شره‏"‏‏.‏

رواه البزار وفيه النصر بن محرز وغيره من الضعفاء‏.‏

17701- وعن ركب المصري قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏طوبى لمن تواضع في غير منقصة، وذل في نفسه من غير مسألة، وأنفق مالاً جمعه في غير معصية، ورحم أهل الذل والمسكنة وخالط أهل الفقه والحكمة‏.‏ طوبى لمن طاب كسبه، وحسنت سريرته، وكرمت علانيته، وعزل عن الناس شره‏.‏ طوبى لمن عمل بعلمه، وأنفق الفضل من ماله وأمسك الفضل من قوله‏"‏‏.‏

رواه الطبراني من طريق نصيح العبسي عن ركب ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات‏.‏

17702- وعن ابن عمر قال‏:‏ أتى رجل النبي صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ يا رسول الله حدثني حديثا واجعله موجزاً، فقال

النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏صل صلاة مودع، فإنك إن كنت لا تراه فإنه يراك، وأيس مما في أيدي الناس تكن غنياً، وإياك وما يعتذر منه‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه من لم أعرفهم‏.‏

17703- وعن عبد الله بن مسعود قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏ما بال أقوام يشرفون المترفين ويستخفون بالعابدين ويعملون بالقرآن ما وافق أهواءهم، وما خالف أهواءهم تركوه، فعند ذلك يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض، يسعون فيما يدركون بغير سعي من القدر المقدور والأجل المكتوب والرزق المقسوم، ولا يسعون فيما لا يدرك إلا بالسعي من الجزاء الموفور والسعي المشكور والتجارة التي لا تبور‏"‏‏.‏

رواه الطبراني وفيه عمر بن يزيد الرفاء وهو ضعيف‏.‏

 باب

17704- عن عبد الله بن مسعود أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏

‏"‏سعرت النار وأزلفت الجنة، يا أهل الحجرات لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير والأوسط والبزار وفيه عبيد الله بن سعيد قائد الأعمش وهو ضعيف ووثقه ابن حبان وقال‏:‏ يخطئ، وبقية رجاله ثقات وفي بعضهم خلاف‏.‏

17705- وعن ابن أم مكتوم قال‏:‏ خرج النبي صلى الله عليه وسلم ذات غداة فقال‏:‏

‏"‏سعرت النار لأهل النار، وجاءت الفتن كقطع الليل المظلم، لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير والأوسط ورجالهما رجال الصحيح‏.‏

17706- وعن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله لا تدرون أتنجون أو لا تنجون‏"‏‏.‏

رواه الطبراني والبزار بنحوه من طريق ابنة أبي الدرداء عن أبيها ولم أعرفها، وبقية رجال الطبراني رجال الصحيح‏.‏

17707- وعن سمرة بن جندب قال‏:‏ كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏

‏"‏لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً‏"‏‏.‏

رواه الطبراني والبزار وفي إسناد الطبراني من لم أعرفهم وإسناد البزار ضعيف‏.‏

 باب

17708- عن كليب بن حزن قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏

‏"‏يا قوم اطلبوا الجنة واهربوا من النار جهدكم، فإن الجنة لا ينام طالبها، والنار لا ينام هاربها‏.‏ ألا وإن الآخرة محففة اليوم بالمكاره، وإن الدنيا محففة بالشهوات‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير والأوسط باختصار عنه وفيه يعلى بن الأشدق وهو ضعيف جداً‏.‏

17709- وعن أنس قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏ما رأيت مثل الجنة، نام طالبها‏.‏ ولا مثل النار نام هاربها‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن‏.‏

 باب

17710- عن جابر أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لكعب بن عجرة‏:‏

‏"‏يا كعب بن عجرة‏!‏ الصلاة قربان، والصيام جنة، والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار‏.‏ يا كعب بن عجرة‏!‏ الناس غاديان، الناس غاديان‏:‏ فبائع نفسه فموبق رقبتها، ومبتاع نفسه فمعتق رقبته‏"‏‏.‏

رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح غير إسحاق بن أبي إسرائيل وهو ثقة مأمون‏.‏

17711- وعن كعب بن عجرة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏يا كعب بن عجرة‏!‏ إذا كان عليك أمراء من دخل عليهم فصدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فليس مني ولا أنا منه ولا يرد على الحوض، ومن دخل عليهم فلم يصدقهم بكذبهم ولم يعنهم على ظلمهم فهو مني وأنا منه‏.‏ يا كعب بن عجرة‏!‏ إنه لا يدخل الجنة لحم ولا دم نبتاً من سحت فالنار أولى به‏.‏ يا كعب بن عجرة‏!‏ الناس غاديان ورائحان‏:‏ فغاد في فكاك رقبته فمعتقها، وغاد فموبقها‏.‏ يا كعب‏!‏ الصلاة برهان، والصدقة تذهب الخطيئة كما يذهب الجليد على الصفا‏"‏‏.‏

قلت‏:‏ رواه الترمذي باختصار‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات‏.‏

 باب فيمن يقبل الموعظة وغيره

17712- عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعظ أصحابه، فإذا ثلاثة نفر يمرون فجاء أحدهم فجلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ومضى الثاني قليلاً ثم جلس، ومضى الثالث على وجهه‏.‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏ألا أنبئكم بهؤلاء الثلاثة‏؟‏ أما الذي جاء فجلس فإنه تاب فتاب الله عليه، وأما الذي مضى قليلاً ثم جلس فإنه استحيا فاستحيا الله منه وأما الذي مضى على وجهه فإنه استغنى فاستغنى الله عنه‏"‏‏.‏

رواه البزار ورجاله ثقات‏.‏

 أبواب أخرى في المواعظ ونحوها

 باب التعرض لنفحات رحمة الله

17713- عن محمد بن مسلمة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏إن لربكم في أيام دهركم نفحات، فتعرضوا لها لعل أحدكم أن يصيبه منها نفحة لا يشقى بعدها أبداً‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط والكبير بنحوه وفيه من لم أعرفهم ومن عرفتهم وثقوا‏.‏

17714- وعن أنس بن مالك قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏افعلوا الخير دهركم وتعرضوا لنفحات رحمة الله، فإن لله نفحات من رحمته يصيب بها من يشاء من عباده، وسلوا الله أن يستر عوراتكم وأن يؤمن روعاتكم‏"‏‏.‏

رواه الطبراني وإسناده رجاله رجال الصحيح غير عيسى بن موسى بن إياس بن البكير وهو ثقة‏.‏

 باب منه في المواعظ

17715- عن أبي الدرداء قال‏:‏

‏"‏ما أنكرتم من زمانكم فبما غيرتم من أعمالكم فإن يك خيراً فواهاً واهاً، وإن يك شراً فآهاً آهاً‏"‏‏.‏

هكذا سمعت من نبيكم صلى الله عليه وسلم ‏.‏

رواه الطبراني وإسناده حسن‏.‏

17716- وعن ثوبان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏إنكم لتعملون أعمالاً لا تعرف، ويوشك العازب أن يؤوب إلى أهله فمسرور ومكظوم‏"‏‏.‏

رواه الطبراني وفيه يحيى بن عبد الحميد الحماني هو ضعيف‏.‏

17717- وعن أبي مالك قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏إن الله عز وجل لا ينظر إلى أجسامكم ولا إلى أحسابكم ولا إلى أموالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم، فمن كان له قلب صالح تحنن الله عليه، وإنما أنتم بنو آدم وأحبكم إلي أتقاكم‏"‏‏.‏

رواه الطبراني وفيه يحيى بن عبد الحميد الحماني وهو ضعيف‏.‏

17718- وعن معاذ بن جبل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج معه بوصية، ثم التفت رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة فقال‏:‏

‏"‏إن أهل بيتي هؤلاء يرون أنهم أولى الناس بي، وليس كذلك، إن أوليائي منكم المتقون، من كانوا وحيث كانوا‏.‏ اللهم إني لا أحل لهم فساد ما أصلحت، وايم الله لتكفأ أمتي عن دينها كما يكفأ الإناء في البطحاء‏"‏‏.‏

رواه الطبراني وإسناده جيد‏.‏

17719- وعن أبي الأحوص عن أبيه قال‏:‏ أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏

‏"‏أرأيت لو كان لك عبدان أحدهما يطعيك ولا يخونك ولا يكذبك، والآخر يخونك ويكذبك، الذي يطيعك ولا يكذبك أحب إليك أم الذي يخونك ويكذبك‏؟‏‏"‏‏.‏ قلت‏:‏ لا بل الذي لا يخونني ولا يكذبني ويصدقني الحديث أحب إلي‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏كذاكم أنتم عند ربكم‏"‏‏.‏

رواه الطبراني‏.‏

17720- وفي رواية عنده أيضاً أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له‏:‏

‏"‏يا عوف بن مالك‏!‏ غلامك الذي يطعيك ويتبع أمرك أحب إليك أم غلامك الذي لا يطعيك ولا يتبع أمرك‏؟‏‏"‏‏.‏ قال‏:‏ بل غلامي الذي يطعيني ويتبع أمري، قال‏:‏ فكذاكم أنتم عند ربكم‏"‏‏.‏

رواه الطبراني بإسنادين ورجال الرواية الأولى ثقات‏.‏

17721- وعن أبي ذر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏قد أفلح من أخلص قلبه للإيمان وجعل قبله سليماً ولسانه صادقاً ونفسه مطمئنة وخليقته مستقيمة وجعل أذنه مستمعة وعينه ناظرة فأما الأذن فقمع، والعين مقرة بما يوعى القلب، وقد أفلح من جعل قلبه واعياً‏"‏‏.‏

رواه أحمد وإسناده حسن‏.‏

 باب منه في عظة الخضر موسى عليهما السلام

17722- عن عمر بن الخطاب قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏قال أخي موسى عليه السلام‏:‏ يا رب أرني الذي كنت أريتني في السفينة، فأوحى الله إليه‏:‏ يا موسى إنك ستراه، فلم يلبث إلا يسيراً حتى أتاه الخضر وهو في طيب الريح وحسن ثياب البياض، فقال‏:‏ السلام عليك يا موسى بن عمران، إن ربك يقرأ عليك السلام ورحمة الله قال موسى‏:‏ هو السلام وإليه السلام ومنه السلام والحمد لله رب العالمين الذي لا أحصي نعمه ولا أقدر على شكره إلا بمعونته، ثم قال موسى‏:‏ أريد أن توصيني بوصية ينفعني الله بها بعدك، قال الخضر‏:‏ يا طالب العلم إن القائل أقل ملالة من المستمع فلا تمل جلساءك إذا حدثتهم، واعلم أن قلبك وعاء فانظر بما تحشو به وعاءك، واعرف الدنيا وانبذها وراءك فإنها ليست لك بدار ولا لك فيها قرار وإنها جعلت بلغة للعباد ليتزودوا منها للمعاد، ويا موسى وطن نفسك على الصبر تلق الحلم وأشعر قلبك التقوى تنل العلم، ورض نفسك على الصبر تخلص من الإثم‏.‏ يا موسى تفرغ للعلم إن كنت تريده، فإنما العلم لمن تفرغ له، ولا تكن هكاراً بالمنطق مهذاراً، إن كثرة المنطق تشين العلماء وتبدي مساوئ الخفاء، ولكن عليك بذي اقتصاد فإن ذلك من التوفيق والسداد، وأعرض عن الجاهل واحلم عن السفهاء، فإن ذلك فضل الحكماء وزين العلماء‏.‏ إذا شتمك الجاهل فاسكت عنه سلماً وجانبه حزماً، فإن ما بقي من جهله عليك وشتمه إياك أعظم وأكثر‏.‏

يا ابن عمران إنك لا ترى أوتيت من العلم إلا قليلاً، فإن الاندلاق والتعسف من الاقتحام والتكلف‏.‏ يا ابن عمران لا تفتحن باباً لا تدري ما غلقه، ولا تغلقن باباً لا تدري ما فتحه‏.‏ يا ابن عمران من لا ينتهي من الدنيا بهمته ولا تنقضي منها رغبته كيف يكون عابداً‏؟‏ من يحقر حاله ويتهم الله بما قضى له كيف يكون زاهداً‏؟‏ هل يكف عن الشهوات من قد غلب هواه، وينفعه طلب العلم والجهل قد حوله، لأن سفره إلى آخرته وهو مقبل على دنياه‏.‏ يا موسى بن عمران تعلم ما تعلم لتعمل به، ولا تعلمه لتحدث به، فيكون عليك بوره ويكون لغيرك نوره‏.‏ يا ابن عمران اجعل الزهد والتقوى لباسك، والعلم والذكر كلامك، وأكثر من الحسنات فإنك مصيب السيئات، وزعزع بالخوف قلبك، فإن ذلك يرضي ربك، واعمل خيراً فإنك لا بد عامل سواه‏.‏ قد وعظت إن حفظت‏.‏

فتولى الخضر وبقي موسى حزيناً مكروباً‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه زكريا بن يحيى الوقار وقد ضعفه غير واحد وذكره ابن حبان في الثقات وذكر أنه أخطأ في وصله والصواب فيه عن سفيان الثوري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال، وبقية رجاله وثقوا‏.‏

 باب منه في المواعظ

17723- عن أبي مدينة الدارمي - وكانت له صحبة - قال‏:‏ كان الرجلان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا التقيا لم يتفرقا حتى يقرأ أحدهما على الآخر‏:‏ ‏{‏والعصر إن الإنسان لفي خسر‏}‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح‏.‏

17724- وعن عبد الله بن قيس أبي موسى الأشعري فقال‏:‏ صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة ثم قال‏:‏

‏"‏على مكانكم اثبتوا‏"‏‏.‏ ثم أتى الرجال فقال‏:‏ ‏"‏إن الله عز وجل أمرني أن آمركم أن تتقوا الله وأن تقولوا قولاً سديداً‏"‏‏.‏

ثم تخلل إلى النساء فقال لهن‏:‏ ‏"‏إن الله يأمرني أن آمركن أن تتقوا الله وأن تقولوا قولاً سديداً‏"‏‏.‏ قلت‏:‏ فذكر الحديث‏.‏

رواه أحمد والبزار إلا أنه قال للنساء‏:‏ ‏"‏أن تتقين الله وأن تقلن قولاً سديداً‏"‏‏.‏ وفيه ليث بن أبي سليم وهو مدلس، وبقية رجال أحمد رجال الصحيح‏.‏

 باب منه في المواعظ

17725- عن نعيم بن همار الغطفاني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏بئس العبد عبد تجبر واختال ونسي الكبير المتعال‏.‏ بئس العبد عبد يختل الدنيا بالدين ‏.‏بئس العبد عبد يستحل المحارم بالشبهات‏.‏

بئس العبد عبد هوى يضله‏.‏ بئس العبد عبد رغب بدله‏"‏‏.‏

رواه الطبراني وفيه طلحة بن زيد الرقي وهو ضعيف‏.‏

17726- وعن ابن عباس قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏اليوم الرهان وغداً السباق، والغاية الجنة أو النار، أنا الأول وأبو بكر المصلي وعمر الثالث والناس بعد على السبق الأول فالأول‏"‏‏.‏

رواه الطبراني وفيه أصرم بن حوشب وهو ضعيف‏.‏

17727- وعن عبد الله بن مسعود قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏ما بال أقوام يشرفون المترفين ويستخفون بالعابدين، ويعملون بالقرآن ما وافق أهواءهم، وما خالف أهواءهم تركوه، فعند ذلك يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض، يسعون فيما يدرك بغير سعي، من القدر المقدور والأجل المكتوب والرزق المقسوم، ولا يسعون فيما لا يدرك إلا بالسعي من الجزاء الموفور والسعي المشكور والتجارة التي لا تبور‏"‏‏.‏

رواه الطبراني وفيه عمر بن يزيد الرفا وهو ضعيف‏.‏

17728- وعن عبد الرحمن بن أبزي قال‏:‏ قال داود النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ كن لليتيم كالأب الرحيم، واعلم أنك كما تزرع تحصد‏.‏ ومثل المرأة الصالحة لبعلها كالملك المتوج بالتاج المخوص بالذهب، كلما رآها قرت بها عيناه، ومثل المرأة السوء لبعلها كالحمل الثقيل على الشيخ الكبير‏.‏

واعلم أن خطبة الأحمق في نادي قومه كمثل المغني عند رأس الميت، ولا تعدن أخاك شيئاً ثم لا تنجزه فتورث بينك وبينه عداوة، ونعوذ بالله من صاحب إن ذكرت الله لم يعنك، وإن نسيته لم يذكرك، وهو الشيطان‏.‏

واذكر ما تكره أن يذكر منك في نادي قومك فلا تفعله إذا خلوت‏.‏

رواه الطبراني بسندين ورجال أحدهما رجال الصحيح‏.‏

17729- وعن أبي كبشة قال‏:‏

لما كانت غزوة تبوك تسارع الناس إلى الحجر ليدخلوا فيه، فنودي في الناس‏:‏ إن الصلاة جامعة، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ممسك بعيره وهو يقول‏:‏ ‏"‏على ما تدخلون على قوم غضب الله عليهم‏؟‏‏"‏‏.‏ قال‏:‏ فناداه رجل‏:‏ تعجب منهم يا رسول الله‏!‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ألا أنبئكم بأعجب من ذلك‏؟‏ نبيكم ينبئكم بما كان قبلكم وما هو كائن بعدكم، استقيموا وسددوا فإن الله لا يعبأ بعذابكم شيئاً‏"‏‏.‏

رواه الطبراني من طريق المسعودي وقد اختلط، وبقية رجاله وثقوا‏.‏

17730- وعن عبد الله - يعني ابن مسعود - قال‏:‏ من يرائي يرائي الله به، ومن يسمّع يسمع الله به، ومن تطاول تعظيماً يخفضه الله، ومن تواضع خشية يرفعه الله‏.‏ والناس موسع عليه في الدنيا مقتر عليه في الآخرة، ومقتر عليه في الدنيا وموسع عليه في الآخرة، ومستريح ومستراح منه‏.‏ قلنا‏:‏ يا أبا عبد الرحمن ما المستريح والمستراح منه‏؟‏ قال‏:‏ أما المستريح فالمؤمن إذا مات استراح، وأما المستراح منه فهو الذي يظلم الناس ويغتابهم‏.‏

رواه الطبراني وفيه المسعودي وقد اختلط‏.‏

17731- وعن حصين بن عقبة قال‏:‏ قال عبد الله - يعني ابن مسعود - ‏:‏ إن الجنة حفت بالمكاره، وإن النار حفت بالشهوات، فمن اطلع الحجاب واقع ‏[‏ما وراءه‏]‏‏.‏

رواه الطبراني ورجاله ثقات‏.‏

17732- وعن معن بن عبد الرحمن قال‏:‏ قال رجل لعبد الله بن مسعود‏:‏ أوصني بكلمات جوامع نوافع، فقال له عبد الله‏:‏ اعبد الله ولا تشرك به شيئاً، وزل مع القرآن حيث زال، ومن أتاك بحق فاقبل منه وإن كان بعيداً، ومن أتاك بباطل فاردده وإن كان حبيباً قريباً‏.‏

رواه الطبراني ورجاله ثقات إلا أن معناً لم يدرك ابن مسعود‏.‏

17733- وعن عون بن عبد الله قال‏:‏ قال عبد الله‏:‏ ليس العلم من كثرة الحديث، ولكن العلم من الخشية‏.‏

رواه الطبراني وإسناده جيد إلا أن عوناً لم يدرك ابن مسعود‏.‏

17734- وعن ابن مسعود قال‏:‏ ما منكم إلا ضيف وعارية، والضيف مرتحل، والعارية مؤداة لأهلها‏.‏

رواه الطبراني والضحاك لم يدرك ابن مسعود وفيه ضعف‏.‏

17735- وعن الحسن قال‏:‏ قال عبد الله بن مسعود‏:‏ لو وقفت بين الجنة والنار فقيل لي‏:‏ اختر نخيرك من أيها تكون أحب إليك أو تكون رماداً‏؟‏ لأحببت أن أكون رماداً‏.‏

رواه الطبراني ورجاله ثقات إلا أني لم أجد للحسن سماعاً من ابن مسعود‏.‏

17736- وعن ابن مسعود قال‏:‏ ما هو آت قريب، إلا أن البعيد ما ليس بآت، لا يعجل الله لعجلة أحد، ولا يخف لأمر الناس ما شاء الله لا ما شاء الناس، يريد الله أمراً ويريد الناس أمراً، ما شاء الله كان ولو باعده الناس، ولا مقرب لما باعده الله، ولا مبعد لما

قرب الله، ولا يكون شيء إلا بإذن الله، وخير ما ألقي في القلب اليقين، وخير الغنى غنى النفس، وخير العلم ما نفع، وخير الهدى ما اتبع، وما قل وكفى خير مما كثر وألهى، وإنما يصير أحدكم إلى موضع أربع أذرع فلا تملوا الناس ولا تسلموهم، إن لكل نفس نشاطاً وإقبالاً، ألا وإن لها سآمة وإدباراً، وسر الروايا روايا الكذب‏.‏ ألا ولا تسألوا أهل الكتاب عن شيء فإنهم قد طال عليهم الأمد وقست قلوبهم وابتدعوا في دينهم، فإن كنتم لا بد سائليهم فما وافق كتابكم فخذوا وما خالفكم فاهدؤوا عنه واسكتوا‏.‏

رواه الطبراني بإسناد منقطع ورجال إسناده ثقات‏.‏

17737- وعن عبد الله أنه قرأ‏:‏ ‏{‏بل تؤثرون الحياة الدنيا‏}‏ فقال‏:‏ هل تدرون بأي شيء ابتدأ بالحياة الدنيا‏؟‏ لأي شيء آثرنا الحياة الدنيا‏؟‏ عجلت لنا الدنيا وأوتينا لذتها وبهجتها وغيبت عنا الآخرة وزويت عنا فأحببنا العاجل وتركنا الآجل‏.‏

رواه الطبراني وفيه عطاء بن السائب وقد اختلط، وبقية رجاله ثقات‏.‏

17738- وعن عبد الله بن مسعود قال‏:‏ الناس غاديان‏:‏ فبائع نفسه فموبقها، ومعاديها فمعتقها‏.‏ الصدقة برهان، والصدقة جنة، والصيام جنة والصلاة نور، والسكينة نعيم‏.‏

رواه الطبراني وإسناده جيد‏.‏

17739- وعن سعد بن عمارة أخي بني سعد بن بكر - وكانت له صحبة - أن رجلاً قال له‏:‏ عظني في نفسي يرحمك الله، قال‏:‏ إذا انتهيت إلى الصلاة فأسبغ الوضوء فإنه لا صلاة لمن لا وضوء له ولا إيمان لمن لا صلاة له، ثم إذا صليت فصل صلاة مودع واترك طلب كثير من الحاجات فإنه فقر حاضر، واجمع اليأس مما عند الناس فإنه هو الغنى، وانظر ما تعتذر منه من القول والفعل فاجتنبه‏.‏

رواه الطبراني ورجاله ثقات‏.‏

17740- وعن الوليد بن أيمن الألهاني قال‏:‏ سمعت النعمان بن بشير وهو يخطب بحمص وهو يقول‏:‏ ألا إن الهلكة أن تعمل السيئات في زمان البلاء‏.‏

رواه الطبراني وإسناده حسن‏.‏